The-insider
يوميات سوري مندس

أكتوبر
10

[youtube:http://www.youtube.com/watch?v=71CLyaOkcL8%5D

عليك رحمة الله يا بطل، للأسف اني اليوم  لحتى دريت بخبر استشهاده بعدما شفت شبكة شام حاطة صورته على البروفايل مع شارة الحداد .

استشهد سيادة الملازم في 28-9-2011 أثناء القصف  شنته ميليشات عصابات الأسد على الرستن الجريحة .. الرستن يا جماعة هالبلد الصغيرة عمتنضرب كانت بالدبابات و الطيارات الحربية . ولسه بسأل حالي كل يوم شو هالحقد الدفين اللي بتحمله هالفئة على هالشعب؟

الملازم أحمد انشق و انضم للجيش السوري الحر و قدم حياته ليوقف بوجه الطغيان. أنا  شو قدمت ؟ يا للعار !

لا تنسوا أبطالنا مهما مر الزمان .

أكتوبر
05

[youtube:http://www.youtube.com/watch?v=p3WhfsHtH1s%5D

رح قلك اياها و بردلك قلبك : عزيزي المنحبكجي نحنا تخوزقنا واكلنا مقلب مرتب ، و زينب اللي في مين عميقول انها مانا زينب طلعت امبارح ع الفضائية السورية اللي أحيتا من جديد بعدما الحكومة موتتها .

رح تقلي وشو دخل الحكومة ؟ رح قلك تعا معي .

انا  وانت منعرف انو اذا بدك تدفن شخص بسوريا لازم تعدي جثته على الطبابة الشرعية منشان تطلعلك شهادة الوفاة و بعدها تمضي بإجراءات الدفن . طيب وين النقطة ؟

المذيع سأل زينب السؤال الأهم بالدقية 1:52 ،

المذيع : اهلك بيعرفوا انك عايشة؟

زينب : لأ مابيعرفوا

المذيع بدو يتأكد  : أبداً ؟

زينب : لأ ماحدا بيعرف.

القصة تقريبا صرلها أسبوعين . يعني أهلها بيعرفوها ميتة من أسبوعين ، يعني بالتأكيد قاموا بكل إجراءات الوفاة المتبعة ليقدروا يدفنوها للمخلوقة اللي استلموها. أو خلينا نقول للجثة اللي استلموها .

يعني طلعوا شهادة وفاة  ، و الجثة مرت على الطبابة الشرعية حسب الاجراءات المعتادة و اندفنت  .

او السيناريو الأفضل انو الامن سلم الأهل جثة مع تصريح دفن جاهز و قلهن ادفنوها ، والأهل ما قدروا يتعرفوا على الجثة من شدة التشوه اللي حاصل عليها . استلموها و دفنوها .

يعني بربك .. من وين التضليل طلع ؟ شلون جثة مجهولة بتندفن مطرح شخص عايش والجهات المسؤولة بتمرقها أو بتتعمد تمرقها أو بالأساس بتصنع هيك موقف منشان ترجع و تقول تعو شوفو تضليل القنوات المغرضة.

عزيزي المنحبكجي من آخرها : العين تطرقك .

أكتوبر
03

سارية حسون ، رصاصتين قضت على حياته .

المعارضين على صفحات الفيس بوك  بيشلفوها ع النظام ، و النظام عميشلفها ع المعارضة بإعلامه الرسمي وغير الرسمي ممثلاً بقناة الدونيا ، و هذا قبل إجراء التحريات و التحقيقات اللازمة لكشف الحقيقة . و تمهيداً لفيلم اعترافات جديد ستبثه الفضائية بعد عدة أيام لقتلة الشاب يعترفون بأنهم محرضون من قبل “جهات خارجية ” قامت بشرائهم .

بس أنا ليش ملخبط ؟
لأني من الصبح عم بسمع طبول زملاء عملي المنحبكجية تدق على رأسي ، الشب ليش انقتل و هوي ما إلو ذنب؟ عصابات و إرهاب و اغتيالات للعقول المفكرة – عمبيحكوا عن الدكتور اللي كان معه – ؟ و كالعادة جملة ” هي الحرية اللي بدكن اياها ” .
مابعرف ليش موت هالشخص فجر عندهم مشاعر الغضب تجاه مرتكبي الجريمة المجهولين حتى هذه اللحظة . بينما موت الآلاف منذ سبعة شهور حتى الآن و بأيادي آثمة معروفة ما ولد عندهم هالكمية من الغضب اللي شفتها اليوم.
ومن جهة تانية أنا ملخبط من كمية الحقد الدفين اللي اكتشفتها بنفسي . أنا ما قدرت إزعل على هالشب . ما قدرت أمنع نفسي من إني قول : الجزاء من جنس العمل . وخلي الحسون يدوق من نفس الكاس اللي داقوها أهالي درعا وهني عم يدفنوا شبابهم اللي متل الورد . يلطيف .. يعني أنا عمبشمت !! طيب أنا شو فرقت عن اللي شمتو بالحادثة التشبيحية اللي صارت مع علي فرزات؟ يا إلاهي معقول صير متلهم ؟
من جهة تالتة وهي الأهم . بالفعل مين اللي عمل هالعملة السودا؟ إي سودا . حتى لو كان وراها شباب الثورة مع اني بستبعد . بس أنا مؤمن بأنو شباب الثورة ليسو ملائكة . و الأخطاء ممكن تحصل خاصة مع تأزم الأوضاع . حتى أن صفحات الثورة ما قالت عن القتيل إنو راح شهيد كما جرت العادة . فكل من يقتله النظام شهيد . اكتفوا بذكر خبر مقتله و نسب الفعل للنظام .
وممكن يكون النظام فعلاً قام بها العملة السودا بلحظات إعلان المجلس الوطني الأولى لزعزعة كل ضعيف إيمان بهي الثورة .

أنا ملخبط بس بعرف طريقي .. الثورة مارح توقف

سبتمبر
25

[youtube:http://www.youtube.com/watch?v=8CQonnqxmrU&feature=player_embedded%5D

زينب الحصني ، شهيدة حمص ، أخت الشهيد ، زينب لم تكن من المجموعات المسلحة المخربة ، ماكانت أميرة سلفية ما كان عندها خطط لتخريب أمن الوطن ، ولكن تهمتها فقط أنها كانت أخت لمطلوب هارب من و جه الظلم . و للوصول إلى هذا المطلوب تم اعتقالها و تعذيبها و إذلالها و التمثيل بجثتها بشكل يبتعد عن أي معنى للإنسانية .

منذ يومين تلاحقني صورة زينب كلما أغمضت عيني . فكيف لنا أن نذهب إلى عملنا صباحاً و هي منذ أيام قليلة لم تكن تعرف ليلها من نهارها . كيف لنا أن تناول طعامنا بينما كانت تتناول الذل ، كيف لنا أن نرتاح في بيوتنا و كانت زينب تتألم تحت التعذيب.

زينب تلك العيون السوداء التي تطل علي بصمت مطبق . كيف يهنؤ لنا عيش  بعدك ؟

سبتمبر
01

شهرين قضيتهم بحلب ، حضرت بدر حلب و بركان حلب و فيضان و زلزال حلب المدوي إعلاميا ً و المخجل واقعياً .

ما بدي قلكن اني اشتهيت شوف مظاهرة وحدة ، يمكن لأنو حظي بالأساس تعيس ، حتى برمضان كنت بعد التراويح أعملي فتلة على الجوامع على أمل اتفركش بشي مظاهرة ، و ماكنت اتفركش غير بخيبة أملي .

بالتراويح عدد المصلين اتقلص للنصف تقريبا . بينما عدد الزباين في الأسواق تضاعف إلى ضعفين و كأنو عنا مافي شي طاول.

أحد أصدقائي الحموية النازحين إلى حلب قللي أنو كان حاسس حالو قاعد بتركيا . المنطقة ظريفة و الصبايا عم يروحو و يجو على هالسوق و القهاوي مليانة و الاحساس منعدم .

في أحاديثي مع أهل حلب بقدر قول اني شفت الغالبية العظمى معارضة للنظام ، أول زيارتي كان باجتماعنا العائلي عدد لا بأس به من الأفرادالمواليين للنظام ولكن الأغلبية معارضة ، بعدها بأسبوعين  و بعد أحداث حماه مباشرة تقلص عدد المنحبكجية إلى النصف و قبل عودتي بأيام قليلة صاروا بينعدو على أصابع اليد الواحدة .

بس عندهم حالة من تبلد المشاعر او اذا بدكن انعدام الاحساس . منتظرين الفرج بس ما مستعدين يكونو مساهمين بصناعته .اللي عم يتحجج بالمجهول القادم . و اللي عم يتحجج بالقبضة الأمنية الشديدة . الخوف لسه معشش بحلب . الاعتقالات اللي عمبتصير هونيك . باصات الشبيحة بالقرب من المساجد . الشوارع المعباية بالبسطات تبعيت الأمن . كل هي المشاهد عمبتغذي خوف الحلبي وعمبتخليه يتحاشى الخطر.

بس بالنهاية الحجج كلها مابتفيد ومانها مبرر .

( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )

(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ.

 

جوان
26

أنا المغترب جغرافياً . المتجذر في سوريتي .

صارت أسهل كلمة ممكن أن تقال لي في أي نقاش سياسي هي : أنت مابتعرف شي عن سوريا ولا بتعرف شو عمبيصير!

صرت دخيل على هالبلد اللي تابعت تفاصيله منيح حتى لو ما عشت فيه فترة كافية .

أنا اللي منحني القانون جنسيتي السورية صار بسهولة عم ينسلب مني حق التعبير عن رأيي السياسي في الشأن السوري فقط لأني مغترب ولا أعلم خفايا الأمور التي يعلمها أخي المواطن اللي عايش بقلب سوريا .

في حدا ما عنده فكرة عن الفساد . في حدا ما عنده فكرة عن الظلم .. في حدا ما عنده فكرة عن أقبية المعتقلات السورية.

نفس الشخص اللي عميسلبني حقي بالتعبير عن رأيي كان عم يستشهد بأقوال الباحث الاستراتيجي اللبناني الموالي للنظام ، وكان عم يستشهد بأقوال حسن نصر الله و دعمه للنظام . بينما أنا السوري طلعت بالأخير دخيل ومابعرف شي وماني عايش بالبلد ولا بعرف شو عمبيصير فيها.

أنا بعد كم يوم راجع ع البلد . حاطط روحي ع كفي وحاطط احتمال الاعتقال بين عيوني . وراجع ع البلد. بدي أعرف شو هوي الشي الخفي اللي لازم كون موجود جوا البلد لحتى أقدر أعرفه و يعطيني الحق افتح تمي و إحكي.

 

جوان
11

عندي خال الله يهديه ، صاير اتجنب وجودي معه و اتجنب افتح اي حديث حتى من نوع مرحبا أهلين معه لاني بحس انو الحديث رح يتطور لموقف غير مرغوب فيه .

خالي تصنيفه كادح لا مبالي ، بيروح الصبح على شغله و المسا على قهوته ، يتابع تلفزيون الدنيا حتى ما بيتابع السورية الاكثر عقلانية و اقل استفزازا ، سمع رأي الحكومة عمبيقلو لا تتابع القنوات المضللة ، و سمع الشيخ الفلاني عم بيقلو لا تتابع القنوات المضللة ، و عقله الباطن كمان كان عم بيقلو لا توجعلي راسي فكانت ردة فعله انو يعادي كل شي عمبيقدملو الحقيقة من وجهة نظر أخرى . عمل لنفسه قوقعة حماية ، حذف القنوات “المضللة “من تلفزيونه ، مافي جزيرة ولا بيبي سي ولا فرانس و اكتفى بسماع نشرات الاخبار المحلية .

وبما انو ما لو علاقة بالانترنت وهو يمثل شريحة كبيرة موجودة بالمجتمع السوري ما بتتعاطى مع الانترنت ، و بما انو من النوع اللي طريقته المفضلة للتعاطي مع الرأي الآخر هيي خدوهم بالصوت ليغلبوكم ، بتحس انو هالخال صار بعيد كتير عن ارض الواقع ، عايش بمكان تاني مابيعرف بشي من اللي عمبيصير ما بيعرف عن حمزة ولا عن هاجر الخطيب ما بيعرف شو صار بدرعا ولا شو صار بحماه ولا بحمص ، ما بيعرف عن احمد بياسي و فيلم البيضا . رافض يسمع ، و رافض يفهم، بتقلو الجيش عمبيقتل ، بيقلك عم بيقتل الخونة ، بتقلو هدول مو خونة هدول متلي و متلك بيقلك هي مؤامرة الحريري و بندر  ، بتقلو صار لازمنا تغيير بيقلك يعني خدام  والعرعور احسن ، بتقلو هاد الشعب ما عاد يسكت بيقلك انا كل يوم عمبروح على قهوتي ومافي شي  ، وهيك بيعيش خالي مريح راسو وصوت أركيلته عم بيأرئع كل مسا .

هاد الخال في منو كتير و خاصة بالمحافظات التي لم تشهد تظاهرات بشكل موسع حتى الآن . عملوا لنفسهم قوقعة و دخلوا جواتها ليحموا راسهم من وجع الراس . وليريحوا بالهم من التفكير،  ومشيوا على منطق لا عين تشوف الجزيرة ولا قلب يحزن!

جوان
11

انك تتعرف على الشهداء كأرقام أو أسماء مكتوبة بقائمة صماء أمر مختلف تماما عن إنك تتعرف عليهم  و هم أقارب أشخاص بتعرفهم ،  يمكن على كتر ما شفنا الموت حوالينا بها التلات شهور اتعودنا  أو تبلدت مشاعرنا ، صار الشهيد مجرد اسم مكتوب على ورقة ،  مجرد رقم مكون لعدد من مجموعة شهداء سقطوا بنار الظلم.

هاد الاسم و الرقم مارح يخليك تتخيل شكلو للشهيد بس لما بتصدمك صورته قبل ما يستشهد و بتشوف إنو انسان متلك متلو . ابتسامته بتملى وجهه و عيونو عم بيتطلعو فيك و يسألوك ليش ؟ .. لما بتتعرف على حدا من أهله منشان يحكيلك قصته العادية جداً .. شخص  متلك محروق قلبه يمكن اكتر منك طلع نادى للحرية  و كان نصيبه منها طلقة خلت روحه حرة للأبد . كان إلو أهل و أخوة .. كان إلو حبيبة .. كان إلو رفقة بشغله  جامعته ومدرسته .. كان إلو حياته اللي انتهت مع سبق إصرار الظلم و ترصده.

أهله و كل أحبائه  و أصدقاؤه متل أهلك .. بس الفرق انهم مفجوعين اليوم بفقده .. مذهولين بحقيقة انهم دفنوا ابنهم الشب الوردة تحت التراب بوقت مبكر كتير ..لسه اولاده بالبيت عم يستنوه ..  لسه عرسه بعد كم شهر .. لسه امتحانه بالجامعة ما خلص .. لسه حياته قدامه عم تستناه ..

القهر اللي ملا نص بيوت سوريا رح يزيد .. و دعوات المظلومين و المقهورين رح تزيد .. وأنا و إنت مسؤولين نرجع حقهم .. أنا و إنت مسؤولين نوقف هالظلم ..

جوان
09

بعد مشاهدة هذا الفيديو المليئ بالشجاعة و الخذلان على حد سواء ، قررت أن أخرج عن صمتي لأن الصمت والفرجة من قبل الجمهور اللي وقف على الرصيف و شاف النسوان عم تنهان و شاف الرجال عم تنقهر أصابني بالاشمئزاز ، و حسيت بيني و بين حالي اني اذا بدي كمل بمسلسل الصمت و الفرجة مارح افرق شي عن اي انسان مرت مظاهرة قدامه و تم فيها اهانة المتظاهرين او ضربهم ولم يحرك ساكن . هذا الانسان اللي تبلدت عنده كل مشاعر الانسانية و تضخمت أنانيته و تضخمت مصلحته وتضخم معهم ذله .

أنا مش ساكت بعد اليوم .. أنا رح احكي لحتى ما اشعر بالاشمئزاز من نفسي على الأقل.